الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية
90039 مشاهدة print word pdf
line-top
معاملة المدرس الحسنة مع بعض الطلاب إذا كانوا من أبناء بلده


س 55: وسئل -رعاه الله- يوجد بعض المدرسين يعامل فئة من الطلاب معاملة متميزة عن بقية الطلاب إذا كانوا من أبناء بلده، سواء فيما يتعلق بالواجبات أو المشاركة أو الامتحان أو الشفاعة في أي موضوع بغية تسهيل أمورهم، فهل لهذه المعاملة المميزة وجه شرعي؟ نرجو بيان ذلك.
فأجاب: المدرس مؤتمن على الطلاب الذين أسلمهم آباؤهم إليه، وعمله هو التعليم والتفهيم والنصح والتوجيه، والحرص على نفعهم واستفادتهم، وبذل الوسع في إيصال الخير إليهم وتحذيرهم من الشر ومن الإعراض والإهمال، وعليه العدل بينهم وعدم الميل والتحيز مع بعضهم لحمية أو عصبية وقرابة أو وطن ونحو ذلك؛ فإن هذا الفعل من الجور والظلم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم ؛ فالتلاميذ مع المدرس كالأولاد، فعليه العدل بينهم، فيقوم معهم جميعًا بالواجبات الدراسية، ويعدل بينهم في الإلقاء والإصغاء إلى أقوالهم، وكذا في التصحيح لاختباراتهم الشهرية أو النهائية، ولا يخص بعضهم بالشفاعة له أو السعي في تسهيل أمره أو قبول عذره أو رفع مستواه؛ فإن هذا التحيز يجلب له سوء الظن والطعن في سيرته، واتهامه بالميل الظاهر أو الخفي مع أبناء بلده أو أسرته بدون مبرر، وذلك مما يقدح في عدالته؛ حيث إن الطلاب كلهم سواء في استحقاق عطفه عليهم وشفاعته لهم، ومشاركته للجميع فيما هو من مصلحتهم.
لكن إن رأى منهم متميزًا بالصلاح والنشاط والذكاء، والحفظ والمواظبة والإقبال على العلم، والاستقبال للخير والتقبل للنصائح، ومن آخرين جفاء وغلظة وصدودًا وإعراضًا، وغفلة وبلادة وإهمالا وتأخرًا عن التقبل، وعدم تأثر بالوعظ والتوجيه؛ فإنه -والحال هذه- يجوز أن يخص الأولين بالإقبال عليهم وتشجيعهم وحثهم على الزيادة من الصفات الحميدة، ويعرض عن الآخرين ويريهم التنقص والعيب وإنكار أفعالهم، ولا يكون في ذلك جور ولا ظلم، وإنما فيه تشجيع لمن واظب ورفع نفسه، وإنكار على من أهمل الواجبات ولم يتأثر بالنصائح، وفي ذلك حث للآخرين على معالي الأمور والترفع على الرذائل، والله أعلم.

line-bottom